کد مطلب:33645
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:12
ما هو حدّ الغلو، وهل تصحّ عقيدة المؤمن إذا اعتقد أن للأئمة (عليهم السلام) مقاماً لا يبلغه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل؟ وعموماً إذا اعتقد بالمضامين التي جاءت في الزيارة الجامعة الكبيرة، وهل يشمل اللعن في قوله تعالي: (يَدُ اللّه مَغلُولَة غُلَّتْ أيديهم وَلُعنُوا بمَا قَالُوا بَل يَدَاهُ مَبسُوطَتان) القائلين أنّ اللّه فوّض إلي الأئمة (عليهم السلام)الأحكام الشرعية وشؤون الخلق والرزق، مع إقرارهم وإذعانهم بأنّ كلّ ذلك من اللّه سبحانه؟ وعموماً ماذا تعني الولاية التكوينية للأئمة (عليهم السلام) ؟
بسمه تعالي; الغلاة هم الذين غلوا في النبي والأئمة أو بعضهم (عليهم السلام) بأن أخرجوهم عمّا نعتقد في حقّهم من كونهم وسائط ووسائل بين اللّه وبين خلقه، وكونهم وسيلة لوصول النعم من اللّه إليهم، حيث إنه ببركتهم حلّت النعم علي العباد، ورفع عنهم الشرور، قال اللّه سبحانه: (وَابتَغُوا إلَيه الوَسيلةَ)، كأن التزموا بكونهم شركاء للّه تعالي في العبودية والخلق والرزق، أو أنّ اللّه تعالي حلّ فيهم، أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من اللّه تعالي، أو القول في الأئمة (عليهم السلام) أنّهم كانوا أنبياء، والقول بتناسخ أرواح بعضهم إلي بعض، أو القول بأنّ معرفتهم تغني عن جميع التكاليف، وغير ذلك من الأباطيل ـ وعليه فالاعتقاد بأنّ للأئمة مقاماً لا يبلغه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ـ ما عدا نبيّنا محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) ـ أو الاعتقاد بالمضامين التي جاءت في الزيارة الجامعة الكبيرة بنوعها صحيح، يوافق عقيدة المؤمن.
وأمّا آية (يَدُ اللّه مَغلُولَة . . .) فهي ناظرة إلي اليهود ولا تشمل مثل هؤلاء بمدلولها.
وأمّا الولاية التكوينية، فهي التصرّف التكويني بالمخلوقات سواء كانت إنساناً أو غيره، ويدلّ عليها آيات، منها قوله تعالي: (وَأوحَينَا إلي مُوسَي أنْ ألْق عَصَاك فَإذَا هيَ تَلقَفُ مَا يَأفِكُونَ * فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعمَلُون * فغُلبُوا هُنَالك وَانْقَلَبُوا صَاغرينَ)(8) ومنها قوله تعالي: (إذ قَالَ اللّه يَا عيسَي بنَ مَريمَ اذكُر نعمَتي عَلَيك وَعَلي وَالدَتِك إذ أيَّدتُك برُوح القُدُس تُكَلِّمُ النَّاسَ في المَهد وَكَهلاً وَإذ عَلَّمْتُك الكتَابَ وَالحكمَةَ وَالتَّورَاةَ وَالإنجيلَ وَإذ تَخلُقُ منَ الطِّين كَهَيئَة الطَّير بإذني فَتَنفُخُ فيهَا فَيَكُونُ طَيراً بإذني وَتُبرئُ الأكمَهَ وَالأبرَصَ بإذني . . .)(9)، حيث أسند اللّه الفعل إلي الأنبياء. وغيرها من الآيات.
وبما أنّه لا يحتمل أن يكون ذلك ثابتاً للأنبياء دون نبيّنا (صلي الله عليه وآله وسلم) فذلك ثابت لنبيّنا محمّد (صلي الله عليه وآله وسلم)، وقد ثبت أنّ عليّاً (عليه السلام) نفس النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) بنصّ القرآن، ولا فرق بين الأئمة (عليهم السلام). إذن ما ثبت للأنبياء ثبت للنبي (صلي الله عليه وآله وسلم) وما ثبت له (صلي الله عليه وآله وسلم) ثبت للأئمة (عليهم السلام)إلاّ منصب النبوّة.
نعم، الفرق بين الأنبياء والأئمة أنّ الأنبياء كانوا يفعلون ذلك لإثبات نبوّتهم بالمعجزة، وأمّا الأئمّة (عليهم السلام) فكانوا لا يفعلون ذلك إلاّ في موارد نادرة كما ورد في الأخبار، وقد كان الناس مكلّفين بمعرفتهم امتحاناً من اللّه للأُمّة بعد وفاة الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم)، حتّي يتميّز من يأخذ بقوله (صلي الله عليه وآله وسلم) ومن لا يأخذ، ولذا ورد في الزيارة الجامعة أنّهم الباب المبتلي به الناس، فكيف يظنّ شخص يلتزم بإمامتهم وأنّهم عدل للنبي (صلي الله عليه وآله وسلم) إلاّ في منصب النبوّة، أنه لا يلزم الاعتقاد بالولاية التكوينية لهم (عليهم السلام) ، مع أنّ الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون الولاية التكوينية بأيديهم حتّي يتمكّنوا من إبطال دعوي من يدّعي النبوّة بعد النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) بالسحر ونحو ذلك، مما يوجب إضلال الناس، واللّه العالم.
مطالب این بخش جمع آوری شده از مراکز و مؤسسات مختلف پاسخگویی می باشد و بعضا ممکن است با دیدگاه و نظرات این مؤسسه (تحقیقاتی حضرت ولی عصر (عج)) یکسان نباشد.
و طبیعتا مسئولیت پاسخ هایی ارائه شده با مراکز پاسخ دهنده می باشد.